الحقيقة – الفضيلة والرذيلة

هذا العالم عبثي غير مبالي وأخرق بالكامل، البشرية في آخر محطاتها لقد فَقدت كل شيء..الحب، الحرية، وحتى الإنسانية …

لطالما راودتني رغبة عميقة أردت فيها تصديق أن الإنسان كائن أخلاقي، متحضر
كان وجودي بأكمله يرتكز على هذا الأمل، على هذا الأمل كَبِرت طفولتي 
عُلِّمت أن الإنسان أخو الإنسان لا يقتله ولا يخذله ولا يؤذيه…

أخبركم بذلك لأنني اكتشفت حقيقة النفس البشرية الآن، شهدت الحقيقة كلها وهي مُقلقة للغاية… 
أدركتها كاملةً وشهدت تصدُع روحها، شهدت تحطم الأرواح والأنفس وشهدت وعايشت الكثير من الألم والغضب في سبيل اكتشافها، شاهدتها وعايشتها حتى أفسحت لي الطريق على مصراعيه، لأسير في درب الكآبة المظلم وجعلتني أتجرعُ سُمه لـليالٍ وأيام طوال…

لا أكتب كلماتي هنا للبشرية جمعاء… عندها ستكون كلماتي حتماً بلا طائل…

أكتب فقط إلى من يستطيع التفكير مثلي، إلى من يستطيع سماع كلماتي وإدراكها، إلى من أدرك الحقيقة الأزلية ذاتها…

تلك الحقيقة التي وجدت منذ خلق الزمان وستظل حتى انقضائه…

أخاطبكم يامن شاركتم روحي بؤسها وقلقها، يا من رافقتموها وسرتم على خطاها في درب اكتشاف الحقيقة، تلك الحقيقة الجلية الواضحة لكل من صفت روحه وخُلقه… 
أعلم أنكم تسمعونني من مكان ما…

أريد مواساتكم والتأسف لكم عما أدركنا وفهمنا، أريد مواساتكم والتخفيف عنكم جميعاً، عل مواساتي لكم تخفف آثار اللعنة التي لازمت أرواحنا للأبد، فما الإدراك إلا لعنة… لعنة حقيقية تامة.

دعوني أخبركم أنني الآن أيقنت تمام اليقين بما حارت به عقولكم، أدركت الإجابة التي لطالما أرقت مضاجعكم وضاعت بها لياليكم، أدركت أن هذا النقاء والكمال الذي لطالما عشناه في عقولنا و تقنا إليه…
لن يوجد إلا في أحلامنا.

أدركت الآن أن:

“الرذيلة هي الأصل في النفس البشرية”

وإننا أتلفنا أرواحنا في إثبات العكس، ,إننا أنهكنا أجسادنا وعقولنا في سبيل دحض هذه الحقيقة وتغييرها،

أريد أن أثبت ذلك بالأدلة والبراهين الأرضية والسماوية فلو كانت نفوسنا متأصلةً بالفضيلة لما أنزل الله الدين إلى الأرض ليضبط الأخلاق والتعاملات و…

ولما اضطررنا نحن البشر أنفسنا إلى خلق الدول والدساتير والمجتمعات لنضبط أخلاق وتعاملات بعضنا البعض…

لما اضطررنا إلى فعل كل هذا،

لو كنا كذلك حقاً لكنا الآن نعيش كما النباتات نشاركها الهواء والماء ننمو في كنف الطبيعة بلا أذى وبلا صراع نعيش في سلام وتناغم دائم…

لقد كبرت متعلقاً بهذا الأمل الواهم، كبرت وعُلِّمت عكس الحقيقة…

كبرت حتى فهمت أصل نظامكم واساليبكم وعما تدور به أدمغتكم …

تعذبت وتألمت حتى اكتشفت الحقيقة وفهمت أن ميزان العدل غير قائم ولن يكون موزوناً بعدل أبداً فهمت كل هذا عندما جربت العيش في خلل هذا التوازن عندها طلبت من عقلي أن يقف عن فهم هذا المنطق ومن قلبي أن يقف عن تصدير العاطفة، طلبت منهما أن ينصتا إلى روحي وصداها فهي من أدرك الأمر كله.

وأنتم يا من حُجبت عنكم الحقيقة لـسذاجتكم وهشاشه أرواحكم، يامن أغلقتم أعينكم عنها، وصممتم أذانكم عن سماع صداها يا من أقفلتم عقولكم عن إدراك مبتغاها…
أخبركم بكل ثقة غير آبه بما تعتقدونه أو تفكرون به أخبركم بأن ما يحل بكم من مصائب وكوارث ما هو إلا صدى ونتاج خالص سببته اللعنة المتلازمة لروحي ما أنا إلا شخص مفتت تائه مهما بدوت لكم إنني متماسك أو مقاوم، هذا لسذاجة بصيرتكم ولأنكم لا ترون سوى المظهر الخارجي ولن تقدر أبصاركم أن تنفذ لشعلة الروح وجوهرها المنهك.

تلك الروح التي أدركت ما لم ولن تقدروا على إدراكه….

ولهذا فإن:

“هذا الواقع الحاضر شرٌ مطلق ومدعاة للخجل
أتطلع في ثنايا الماضي وزوايا المستقبل لواقع بديل لا ترهقه الرذيلة ولكم أتمنى أن يبتهج بالفضيلة”

عندما تدرك كل هذا…
ستتجسد معاناتك الحقيقية، إنها لعنة خبيثة ستصيب روحك، لن ترى إلا الرذيلة الواضحة في جميع تصرفات البشر من حولك، يقودها الشر المتأصل في نفوسهم…..

Back

Your cart

0

No products in the cart.

Total
£0.00
Checkout
Empty

This is a unique website which require a more modern browser to work!