الحضارة المؤقتة التي نعيشها
العالم في حالة تسارع حادة نحو حافة الانهيار
حضارتنا اليوم زائفة زائلة بانتهاء هذه الحقبة زائلة لا محالة.
موتنا محتوم كذلك العلم والحياة التي نعيشها، كيف لنا أن نعيشها ونحن نحددها ونقيضها بكل ما نستطيع، لنجعلها زائلة، استهلاكية بما تعنيه الكلمة من معنى، نحن في عصرنا هذا لم نضف شيئاً مهماً يذكر على تاريخ العرق البشري، إن كل ما أنجزناه في زمننا هذا ما هو إلا تحسينات هنا وهناك…
نحن إلى اليوم ما زلنا بدائيين طبياً ربما بعض أسلافنا القدماء كانوا أفضل منا ببعض الأمور بالرغم من تطور أدواتنا، وتوسع أبحاثنا، لقد زادت استكشافاتنا فقط، وبالطبع ازدات استغلالنا للأمراض والأدوية حتى أصبحت تجارة بحته لها آسهم في سوق التداول كآي سلعة أخرى!!
حتى نظامنا الغذائي أصبح اسوء، وأخيراً لقد أفسدنا في كوكبنا وبيئتنا إفساداً أبعد مما نتصوره جميعاً بغية بناء هذه الحضارة الاستهلاكية المؤقتة…
قبل أن تتهمني بالرجعية أو بذوي النظرة السوداوية دعني أوضح لك كل شيء أو أنبهك إلى الثوابت و الرواكز التي جعلتني اتبنى هذه النظرية، إلى اليوم نحن نعمل على تأقيت كل شيء نصنعه بدئاً من دراساتنا وكتبنا وأدواتنا وتقنياتنا!! دعني أخبرك لم وكيف؟
“التَأقيُت”
أقصد به (أن كل شيء صنع في عصرنا الحالي مؤقت زائف ومستنسخ، وغير أصلي وهو حتماً زائل، لأنه صنع لأغراض تجارية مؤقته صنع لينتهي في وقت ما، لكي يستطيع مالكيه إعادة بيعه لتحقيق ربح مؤقت زائل)
ما إنجازاتنا اليوم! أخبرني عن تلك الإنجازات التي ستدوم بعدنا لألاف السنين غير النفايات الملوثة التي قتلنا فيها كوكبنا الوحيد؟
إن أقررنا جدلاً أن إنجازنا الأكبر في عصرنا الحالي هو الدراسات والمعلومات والأجهزة المتطورة التي توصلنا لها، نعم نتفق على ذلك لكن هل حفظناها بطرق سليمة تضمن استدامتها لقرون من الزمن كما فعل أسلافنا البابليين والمصريين واليونانيين كما وصلتنا خبراتهم
نستخدم اليوم عده طرق منها الكتب، المواد الأولية التي تستخدم في طباعة أغلب الكتب كم تتوقع منها أن تدوم؟ مئة عام؟ مئتا عام؟ خمسمئة عام على أبعد تقدير!
أما عن طريق المعلومات التي حفظناها في أجهزتنا المؤقتة هل تتوقع منها أن تدوم لسنتين؟ ثلاث؟ وإن فكل شيء فيها مؤقت، من طرق حفظها والموارد المستخدمة من أقراص وشبكات وحتى الأقمار الصناعية ذاتها… بجميع المقاييس هي معادلة زائلة.
كم ستصمد هذه أدوات معرفتنا الحالية أمام حرب نووية؟ بيولوجية؟ كم من الأسلحة صممت خصيصاً لتعطيل الأجهزة الإلكترونية و … الخ
هذا وإن قبلت جدلاً أن مصدر المعلومات هذه ينبع من دراستنا نحن وحدنا أبناء هذه الحقبة المؤقتة!
لقد ذهلت للمرة الأولى عندما علمت أن الذرة لم تكتشف في عصرنا الحالي، بل في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الفيلسوف اليونانى ديموقريطوس! وقام جون دالتون في القرن التاسع عشر بتطوير نظريته حول الذرة…
- ليس كل ما يلمع ذهباً
لا أرفض التقدم أو الحداثة بكليتها أو بجزئيتها أو حتى بمضمونها أبدا، لكن أرى أنه يجب علينا أن نصنع نظاماً حراً لا يدار أو يحلل أو يراقب من قبل خبراء نفسيين، ومسوقيين يستغلونه للبيع ولتحقيق أرباح مؤقته على حساب مستقبل البشرية جمعاء في مؤسسة تتبع لقانون “التأقيت” ربما لم أجد مصطلحاً يصف الحالة المؤقتة التي تلازم كل شيء حولنا فركبت مصطلحاً جديداً
بل أرى أنه من الملزم علينا أن نسارع كمجتمعات متحضرة إن كنا نرجوا لحضارتنا هذه الاستمرار لأجيال قادمة أن نعمل جاهدين على أستعادة الديمومة في الأشياء والمعلومات وحتى التعاملات أن نصنع إرثاً حقيقاً دائماً يستحق أن يصل مننا إلى آلاف من الأجيال القادمة من بعدنا.