الوجود البشري بين: الروح، النفس والجسد

وجودنا كبشر يرتكز على ثلاث محاور اساسية يصدر عنها سلوكنا وجميع افعالنا، أفكارنا، شخصياتنا عواطفنا وكل ما ينتج عن تصرفاتنا كأفراد… 

هذه المحاور هي الروح والجسد والنفس… كما أنها أصل ومنبع كافة الاحتياجات البشرية: 

الروح: لها مغذيات

الجسد: له طلبات

النفس: لها غرائز

أما الروح: فهي سر عظيم من أسرار الخلق، يولد جميع البشر بروح نقية ذات فطرة طاهرة… 

نقية كصفحة البيضاء دائماً تميل للفضيلة والأفعال الحسنة الطيبة، لكن يمكن أن تتلوث الروح وتَخبُث بفعل غريزة النفس والمجتمع المحيط بها او التجارب والأفكار الخبيثة التي يُشبعها بها صاحبها… 

ومن أهم حاجاتها الانتماء الروحي مثل الإنتماء للدين والوالدان والأخوة … وأيضاً الانتماء الفكري والعاطفي وحتى الاجتماعي وتقديم الخير، العطاء، التأمل كلها تعتبر مغذيات للروح… 

النفس: هي الشخصية (الكاريكتر) لكل فرد بشري شخصية فريدة من نوعها تتشابه ببعضها لها أنماطها لكن لن تتطابق أبداً… النفس لها شهواتها، سلوكياتها، تصرفاتها وغرائزها وغالباً ما تكون هذه الغرائز مائلة للرذيلة كما تكبر وتصغر بفعل التجارب والخبرات والمجتمع المحيط بصاحبها و المغذيات التي تُشبع بها…. 

ومن حاجاتها: المتعة الشعور بالأمان والخوف، الشعور بالأهمية، التملّك والانتماء…

والجسد: المحرك الذي يحتوي كافة العواطف ويترجم ما تقضيه الروح والنفس وهو فقط شكل خارجي يحتوي الروح والنفس والعقل والقلب والشخصية والفكر لا تتعدى وظيفته ما سبق له طلبات وحاجات مادية…  

ومن حاجاته: المتعة من الطعام والراحة والصحة والجنس… 

Dabbas Articles human existence pic

وأيضاً لدينا أدوات للفهم وللتحكم في هذه الأساسيات الثلاث وهي:

العقل، القلب، الوعي، الإدراك… 

وفهمنا وإحساسنا بوجود هذه المراكز يسمى إدراك، 

أما الوعي ويحدث عندما ندرك وجودها ونبدء في فهم أسباب، وغايات وحاجات تلك الأساسيات، يحدث هذا الإدراك بعد مراحل الطفولة الأولى عندما نبدأ ملاحظة الأشياء من حولنا بعيون الفضول والإستكشاف عندما تشعر أنك شيءُ ما ينظر من خلال عيناك يلاحظ الأشياء من حولك في محاولة لفهم وجودها… 

العقل: هو مخزون من الذكريات، ومحفز عصبي لأعضاء الجسد ومعالج ومحلل للمعلومات كما أن قرراته حصيلة للتجارب والخبرات التي تغذى عليها هذا العقل وعنها تنتج التصرفات البشرية التي تنبع في الاساس من الاحتياجات التي وصفناها سابقاً…. 

القلب: أو العاطفة وهي خليط بين نتاج الروح والنفس ومنها تنتج التعارضات و العواطف والاحاسيس البشرية

وكما ذكرنا ان كل طفل يولد بصفحة نقية بيضاء حتى تبدأ المدخلات من المجتمع والخبرات والتجارب بتعبئه الفراغ الانساني او الصفحة الإنسانية… وغالباً ما يكون الإنسان عبداً حتمياً لتجاربه وخبراته التي تكونت لديه في سنواته الأولى وترسخت في اللاوعي لديه… 

لكن النجاح الرئيسي يكمن في التوازن بين هذه المحاور الثلاثة، يجب علينا إعطائها حاجتها جميعاً من دون تفريط أو إسراف.

وحتماً سينتج عند اطلاق العنان لاحدها على حساب الأخر احساس بالضياع والفراغ وربما فقدان المعنى للوجود بأسره…

للوصول إلى هذا التوازن
يجب علينا الالتزام بمعايير أخلاقية ودينية علمية 
وحتى جسدية تعطي كل أساس حاجته
دون تفريط أو إسراف،
فالتوازن فيما بينها هو مفتاح النجاح
والوصول إلى السعادة والسلام الداخلي.

Back

Your cart

0

No products in the basket.

Total
£0.00
Checkout
Empty

This is a unique website which require a more modern browser to work!