الكون – الآلة المعقدة

إذا حصلت لأول مرة على آلة متطورة، مذهلة وغامضة ما هو أول شيء ستقوم بالبحث عنه أو العمل به؟
ستعمل على تشغيلها والعمل عليها، وبلا شك مدى معرفتك بها سيحول دون ذلك، لكي تكتشف كيف تعمل أو لماذا وجدت عليك أولاً بمعرفة ماهيتها.

لكن ماذا لو كانت هذه الآلة غاية في الجمال والتعقيد سيزداد شغفك بها وفضولك لتشغيلها أكثر وأكثر، لكن لحظة هل هذه هي الطريقة الصحيحة في التعامل مع هذا الموقف؟

ببساطة ستطلب من صانع هذه الآلة الرائعة الغامضة أن يعطيك دليل للإرشادات وربما أيضاً ستضطر إلى طلب خبير للتعامل معها هذه هي الطريقة الصحيحة على ما أعتقد في التعامل مع أي آلة جديدة معقدة 
والآن صديقي أريدك أن تتخيل معي قليلاً بأن هذه الآلة هي الكون
هذا الكون الرائع الشاسع البراق الذي يحتوينا جميعاً بكل معارفنا وعلومنا وطموحاتنا وأعمالنا…. بل ويطوي في غموضه تعقيداً واضحاً يضفي عليه فضولاً مثيراً، كما أنه على غاية من الروعة والجمال…

الآن وقد تكبدنا جميعاً عناء الاستكشاف والبحث فيه، ففي طبيعة الحال نحن نعيش فيه وهذا أمر محتوم.
إننا حاولنا بطريقة ساذجة بلهاء استكشاف هذا الكون حتى إننا قمنا بجدية كاملة وعبقرية فذة بإرسال أغنية كلماتها من لغتنا نحن، تحوم في أرجاء الكون بحثاً عن أحد ما -ـ- في كوكب آخر من فصيلة أخرى وفي زمن آخر ليمن علينا بفهم هذا الكون الذي نعيشه نحن!!

برأيي المتواضع ما فعلناه إلى اليوم يعد إهانة صريحة لهذا الكون المتقن، عل كل حال هو لا يأبه بنا كما هو ظاهر لنا….

فلنعد للمنطق قليلاً لأننا سنحتاجه كما نحتاج دليل الإرشادات المرفق بتلك الآلة فمن دونه سيكون استكشافنا طويلاً ومضنٍ لن يأتي بالإجابة المرادة ولن ندرك الهدف منه،

الآن نحن إما مجبرين على قراءة هذه الإرشادات وطلب الخبير أيضاً، أو علينا أن نفعل كما فعل البعض في بادئ الأمر نتجاهل كل هذا التعقيد سنرسل أغانٍ في إرجائها ثم نرتع فيها وننسى الأمر وحسب!
إن كان هذا ما يرضيك… فهنيئا لك…

ولكنني مع الأسف لم أقبل بهذا، أنه لأمرٌ مستحيلٌ بالنسبة لي أو على الأقل بالنسبة لأي إنسان عاقل، فنحن ما دمنا نعيش في هذا الكون المتقن علينا أن نجد الطريقة الصحية لفهمه.

دعني أخبرك صديقي الفضولي أننا بالفعل قد استلمنا العديد من الدلائل وكتب الإرشادات مع العديد من الخبراء من خالق هذا الكون.
من الله سبحانه وتعالى خالق ومبدع هذه الآلة الرائعة المعقدة،
ولأنه لا يمكن ومن المستحيل فيزيائياً ومنطقياً أن تصنع هذه الآلة نفسها بنفسها أو توجد عن طريق صدفة بحتة كحادث مرور أو بانفجار عشوائي جرى منذ ثلاثة عشر مليار سنة أو ولدت على أنغام مقطوعة أغنية عزبة!

لا لا، تلك مسببات فوضوية عشوائية “إن وجدت أصلاً” لا يمكن أن تخرج لنا بشيء متقن ناهيك عن إبداع مكتمل غاية في الجمال والتعقيد…
هذا الإتقان الدقيق مدروس بعناية فائقة حمل في طياته بذور دورة حياة منتظمةً بالكامل، لا تخطاً ولا تتغير بل تتسلسل بدقة متناهية معتمدة بعضها على بعض بشكل متناغم دقيق لا احتمال للعشوائية البلهاء فيه…

الكون يتكون من جزيئات أقل من ذرية في صدام عشوائيٍ لا نهائي، تسير الجزيئات في نمط معين ومتقن، تخدم هذه الجزيئات سلسة من الأنظمة لا تحيد عنا في الاحتمالات بل حتمية ومحددة الهدف، فهي في حالة بسيطة من الفوضى المتقنة.

دليل آخر على ذلك هو تشابه الأنماط في الخلق، الذرات، النباتات، الحيوانات، وحتى البشر هذا النمط المتسلسل في الخلق يوحي بل يدل على دقة ونمط عمل الخالق المبدع.

وكما علمنا في الفيزياء وفي المنطق يجب أن يكون هنالك سبب لتحصل النتيجة.
يجب أن يكون هنالك صانع متقن لأي شيء نراه وخصوصاً إذا كان هذا الشيء هو الكون المذهل الرائع بكل تفاصيله.

لقد جاءنا العديد من الخبراء والرسل مرسلين من الله معهم كتبهم السماوية التي شرحت لنا حقيقة هذا الكون، وحقيقة أنفسنا وكيف يمكننا من خلال هذه الكتب أن نعيش هذه الحياة بالطريقة الصحيحة كما يجب أن نفعل مع آلتنا المعقدة الجميلة هذه.

جميع هذه الكتب والطرق أرسلت إلى بشر مثلنا، وفي أوقات وأماكن معينة عاشوا قبلنا بآلاف من السنين كانت هذه الكتب مخصصة لهؤلاء الأقوام السابقين

إلا طريقة واحدة وكتاب واحد، إحتوى على علوماً أرقى ومدارك لغايات أسمى، لا يحدها زمان ولا يفصلها مكان، لقد أرسل للبشرية جمعاء لا يختص لمكان ولا بزمان معجز ودقيق بشكل رائع احتوى في طياته سر كل شيء.

Back

Your cart

0

No products in the basket.

Total
£0.00
Checkout
Empty

This is a unique website which require a more modern browser to work!